الاثنين، 20 يوليو 2015

1061

عنوان المادة: مشجرة أسرة البرّاك من سُبيع
صورة الغلاف
يمكن تحميل المشجر بحفظه وقراءته بوضوح
أو
تحميله من الرابط التالي
البراك

الحمد لله الذي خلق الذي خلق الإنسان من طين ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا ، أما بعد :
فإن الله عز وجل لما اقتضت حكمته عمارة هذه الأرض خلق أدم وحواء وأهبطهما إليها كما قال عز وجل {قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى} وجعل عيشهم فيها {قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ} فتفرقت ذريتهما وانتشرت في أرجائها فجعلهم شعوبا متعددة وأجناسا مختلفة كما قال جل وعلا {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} فجعل الله الناس شعوبا فالعرب شعب والفرس شعب والروم شعب والترك شعب وهكذا .
والعرب كما هو معلوم عند النسابين والمؤرخين والإخباريين ينقسمون إلى قسمين عرب عاربة وعرب مستعربة والعاربة هم العرب البائدة وهم عاد وثمود ومدين وطسم وجديس وأميم عمليق وجرهم وحضرموت وغيرهم من قبائل العرب البائدة وقد أهلك الله جلهم بذنوبهم وقطع دابرهم ولم يبق منهم أحدا كما قال عز وجل في كتابه الكريم بقوله:  {ألا إن عاداً كفروا ربهم ألا بعداً لعادٍ قوم هود }وقال : { ألا إن ثمود كفروا ربهم ألا بعداً  لثمود }

وقال : { ألا بعداً لمدينَ كما بَعِدَتْ ثمود} وقال : { وأنه أهلك عاداً الأولى وثمودَ فما أبقى }وقال : { فأما ثمودُ فأُهْلِكوا بالطاغِيةِ وأما عادٌ فأُهْلِكوا بريحٍ صَرْصَرٍ عاتية سخرها عليهم سبعَ ليالٍ وثمانيةَ أيامٍ حُسوماً فترى القومَ فيها صرعى كأنهم أعجازُ نخلٍ  خاوية فهل ترى لهم من باقية }
وأما العرب الباقية فهم الذين يعبر عنهم النسابون بالعرب المستعربة وهم سكان الجزيرة العربية ولهذا تنسب إليهم فيقال جزيرة العرب والعرب عند النسابين جِذمان كبيران هما قحطان ومقامهم باليمن وعدنان ومقامهم بالحجاز ثم انتشر العرب من هذين الجذمين في هذين القطرين إلى قلب الجزيرة وأطرافها وما وراءها من الشام والعراق .
ومن عدنان وقحطان انتشر هذا الشعب العظيم الكريم فمر بمراحل أولها القبيلة ثم العمارة ثم البطن ثم الفخذ ثم الفصيلة .
ونحن في هذه العجالة نذكر نبذة مختصرة عن تاريخ أسرة البراك الذين هم من العرينات فقد ابتدأت هجرتهم من هذه القرية إلى الضلفعة بين القرن العاشر والحادي عشر الهجري فيما أظن لكن لا أعلم بالتحديد متى ومن هو أول من انتقل من العطار إلى الضلفعة إلا أن المحفوظ من نسب أسرة البراك هو عمر العرني فلا أدري هل هو الذي قدم من العطار أو أحد آبائه ثم إن عمر ولد له عامر وولد لعامر عمران وولد لعمران عمر الجد الصريح لهذه الأسرة وولد لعمر ابنان هما براك ومبارك. أما مبارك فقد رزق ثلاثة أبناء هم :
1 ـ حمد : ومن ذريته المحسن والعصل
2 ـ عمر : ومن ذريته العمر في بريدة
3 ـ شايع : ومن ذريته الصالحي في الهلالية


فصل في ذرية براك بن عمر
ولد براك في الضلفعة ومات بها في حدود 1215 هـ وتزوج من الضلفعة امرأة اسمها خديجة وولد له خمسة أبناء وبقي براك مع أخيه مبارك في الضلفعة يزرعان بئر أبيهما وهي موجودة إلى اليوم ومكانها معلوم ونصيب مبارك بيد ورثته من أولاد حمد لا يزال معمورا وأما نصيب براك فهو باقي إلى اليوم لكنه معطل والسبب أنه لما توفي براك رحمه الله اختلف أولاده فتنازعوا الملك ثم خرجوا من الضلفعة واحدا بعد الآخر وأولاده المذكورون هم منصور و علي و إبراهيم و ناصر و عبد الله انتقلوا كلهم إلى البكيرية في بداية نشأتها عام 1181هـ لكن لا يعلم بالتحديد متى انتقلوا إلا أن في الوثيقة التي فيها مشترى ملك ناصر المعروف بالعيدان وهو مشترك بين ناصر وعلي أنه اشتراه عام 1219 هـ وهذا نص الوثيقة :
بسم الله الرحمن الرحيم
السبب الداعي لتحريره أنه حضر عندي عمر بن عثمان وعلي بن ثنيان وعلي يومئذ وكيل علي وفا دين سليمان بن سعد ، وعمر بن عثمان له رهن في غريس سليمان وبعد ما أطلق عمر الرهن باع علي بن ثنيان الوكيل غريس سليمان بن سعد على ناصر بن براك في بلدة البكيرية بثمن معلوم قدره مئتين وستين ريال بلغت الوكيل بالتمام واستثنا عليه ثلاث نخلاة معروفاة بينهم والرابعه فيها ضحية الدوام والثلاث مسقمات شهد على ذلك سليمان العجاجي وعبد الله بن حسن وشارخ وشهد به وكتبه محمد بن سيف بأملأ عبد العزيز بن سويلم 1219 .
وهذا نص واضح جلي على أن ناصر اشترى النخل المعروف بالعيدان من سليمان بن سعد بن حجيلان والذي يظهر أنه اشتراه مشاركة مع أخيه علي كما هو واضح من ملك العثمان وهي رواية العم محمد الصالح رحمه الله في أن نخل العثمان والعيدان كان ملكا مشتركا بين ناصر وعلي فلما ماتا اختلف أولادهما فاقتسما الملك لكن انتقال هذين الأخوين من الضلفعة لم يكن مباشرة بل سبقه مرحلة أخري وهي أم الذيابة فاشترى كل واحد منهما ملكا أو أحياه فعَمَر علي مليطة وعَمَر ناصر الصالحية لكن هذا لم يدم طويلا فلعله بسبب البعد عن البلاد وكثرة الخوف لم يطب لهما المقام هناك فا شتركا في شراء ملك ابن حجيلان الآنف الذكر
أما عبد الله فصنع كصنيع أخويه فعَمَر أرضا في شرق البكيرية لكنه والله أعلم لم يقم بغرسها بل اكتفى بزراعتها فبقيت بعد رحيله عنها مواتا وعرفت بنقيعة العبد الله اشتراها العم محمد العبد الله البراك من ورثته والظاهر أنه انتقل للبكيرية واشتغل بالتجارة أما إبراهيم فلم تسعفنا المعلومات عن كيفية انتقاله من الضلفعة ولا بماذا اشتغل إلا أن المقطوع به أنه انتقل هو أو أولاده إلى البكيرية أما منصور فلا نعرف عنه شيئا ولا عن ذريته وفي إفادة العم محمد الصالح رحمه الله أن البراك أمراء خب حويلان من ذريته فاتصلت بهم ولم يثبتوا هذه المعلومة بل قالوا إنهم قدموا من العطار مباشرة ولم يمروا بالضلفعة .
*

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق