الاثنين، 27 يوليو 2015

1073

عنوان الكتاب: المشرفيات الحداد في تاريخ بني حداد .
المؤلف: ماجد عيادة حداد .

صورة الغلاف
رابط التحميل
غير متوفر

عمان- يرى استاذ التاريخ د. محمد عدنان البخيت ان كتاب "المشرفيات الحداد في تاريخ بني حداد"، يسعى لتأكيد مقولة الغساسنة على العروبة الروحية والثقافية، والقيمة لسكان هذا الاقليم الذي تنوعت عشائره وجذوره وزكت دفقات ينابيعه فجاءت كالكوثر.
ويضيف البخيت في المقدمة التي كتبها للكتاب الصادر عن مطابع صحيفة الدستور، تعكس الأسماء المدونة في دفاتر الطابو، والتي درسها الباحثون الذين عالجوا موضوع تاريخ المسيحيين في ولاية الشام في العهد العثماني.
ويرى ان العلاقات ما بين شبه الجزيرة العربية وبلاد الشام تضرب جذورها الى عمق التاريخ، لافتا الى ان الهجرات العربية لم تتوقف عند بلاد الشام، كما أن المبادلات التجارية ما بين الاقليميين كانت شبه مستمرة منذ ابكر العصور، وتحفل كتب التاريخ والادب والجغرافيا ودواوين الشعر، بالاخبار عن بلاد الشام قبل الاسلام.
ويشير البخيت إلى اخبار الحملات العسكرية الرومانية البيزنطية التي تزودنا بالمعلومات عن بلاد العرب وعاداتهم وتقاليدهم، منوها الى أن التفاعل الحضاري ما بين الاقليميين يتمثل في انسياح العشائر العربية كالضجاعمة وسليم وبلقيس وخثعم ولخم وجذام في جنوبي بلاد الشام وفي باديتها. ولعل الاشارة الى تجربة دولتي الانباط وتدمر مثال يدل على مثل هذا التفاعل ما بين اهالي الجزيرة واهالي بلاد الشام، فاللغة العربية عرفت بنقوشها، ويذكر ان الخط المكي كان قد تطور في منطقة الصفاة في جنوبي بلاد حوران.
ويرى البخيت أن الباحثين المحدثين يشيرون الى الحضور العربي لغة وثقافة ووجودا بشريا، من خلال الاشارة الى عشائر الغساسنة مع أنها لم تكن العشيرة العربية الوحيدة في بلاد الشام، ولكن الرواية التاريخية المعاصرة، وخاصة على يد المؤرخ واللغوي المشهور الخوري عيسى اسكندر المعلوف، اطر للعرب المسيحيين سلسلة للنسب رفعها الى الغساسنة، وخاصة انه كان قد تأثر بمخطوط القس طوبيا الحداد، والذي اعتمد عليه فيما بعد المؤلف في معادلته الجادة والواسعة والشاملة لتاريخ آل الحداد في أقطار بلاد الشام الأربعة.
فيما يرى مؤلف الكتاب المرحوم الباحث ماجد عيادة حداد، أن المفاهيم الاجتماعية المتعلقة بالانساب والاصول تطورت عبر قرون طويلة عاشتها الجماعات البشرية، مشيرا إلى أن هذه المفاهيم تعرضت لمختلف اشكال التحديات، وكانت هذه التحديات العامل الاساسي الذي دفع دوما بالافراد والجماعات الى البحث عن كل ما من شأنه حماية الفرد والجماعة ومصالحهما الاساسية، وذلك من خلال تطوير وتنمية العلاقات الاجتماعية نحو الافضل.
ويبين المؤلف ان الأديان السماوية جاءت لتنظم وبشكل نهائي الخلية الاساسية في المجتمع، وهي الاسرة ومكوناتها "الاب الام والاخوة والاخوات"، وحددت طبيعة العلاقات فيما بينهم جميعا وواجبات كل منهم نحو غيره، ولم تتوقف عند هذا الحد، بل ذهبت الى ايثار ذوي القربى وبذلك اتسعت دائرة الاسرة.
وسعى حداد في هذا الكتاب إلى الاجابة عن عدد من الاستفسارات المهمة حول تاريخ عشائر الحداد، ونسبها، وهل هذا النسب قائم على وحدة الاصل ام على الاساس القائم على الانتماء لحرفة الحدادة ام على كليهما معا، وهل هذا النسب يمتد الى الغساسنة، وما طبيعة العلاقات والروابط بين ابناء العشيرة وفروعها، وما النشاطات التي مارسها ابناء العشيرة لتدل على ارتباطهم ببعض.
ويشير الباحث الى انه حاول الاجابة عن هذه الاسئلة وغيرها الكثير من خلال كتابه الذي يقع في اربعة فصول، تحدث في الاول عن الجانب الاكاديمي والنظري معتمدا على منهج التحليل النظري المقارن.
وتناول المؤلف تاريخ الغساسنة وذلك من خلال تحديد نسب الغساسنة وموقعه من الانساب العربية، وتاريخ ابرز شخصياتهم السياسية، اضافة الى تقديم نماذج مختارة من ابرز هذه الشخصيات في المجالات الفكرية والسياسية وخاصة في العصرين الاموي والعباسي.
ويشير المؤلف الى تحديد اهم العشائر التي تنتسب للغساسنة وكان بنو الحداد في مقدمة هذه العشائر، مشيرا الى الجذور التاريخية لنسب بني الحداد في الانساب العربية، منطلقا من رواية تعود للقرن السادس الميلادي، وهو الجد الاول مشرف الحداد الغساني، وهو المشرف الغساني الذي نسبت اليه السيوف المشرفية والتي كانت سبب انتصار قوم الغساسنة في معظم حروبهم.
ويتتبع الباحث مخطوطة القس طوبيا الحداد والتي تضم قصة الجد الثاني لبني الحداد، شرفان بن دوود بن جبرائيل الغساني، قدم الباحث معلومات ودلائل اسهمت في قراءة واقع العلاقات والروابط بين بني الحداد في الاردن وابناء عمومتهم في بقية بلاد الشام.

واعتمد حداد في هذا الكتاب على الكثير من الاوراق الشخصية لبعض الاشخاص الذين كانت لهم علاقات واسعة وخاصة شيوخ العشيرة في لبنان وفلسطين وسورية، باحثا عن اسباب هجرة بني الحداد الى اميركا واستراليا.

*

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق