"هاشم" اسم من أسماء الذكور المعروف والشّائع, وهو عربي بمعنى الحلاب الحذق الماهر, وقد سمي "هاشما" لهشمه الخبز للثريد, أي فتّه وبلّه بالمرق... وهو في التاريخ اسم هاشم بن عبد مناف, من قبيلة قريش, أحد من انتهت اليهم السيادة في الجاهلية, ومن بنيه النبي محمد عليه الصلاة والسلام, واليه ينتسب الهاشميون في لبنان على تعدد بطونهم... بحيث يوجد عددا كبيرا جدا من عائلات لبنان, من مختلف الأديان والمذاهب, يتحدر من السلالة الهاشمية الشريفة... منها ما يدركون حقيقة تحدرهم بدقة ويحتفظون بأنساب مصدقة من أولياء الشأن, والبعض الآخر ليس بحوزته نسبا مكتوبا ولكنه يحفظ أصوله بالتواتر, وغيرهم يعرفون أنهم من السلالة الهاشمية دون تسلسل دقيق... وهو ما يعود للمعاناة من اضطهاد في بعض حقب التاريخ, فاضطروا الى الانتقال من مكان الى مكان عبر أصقاع الشرق, الى أن حط بهم الرحال في لبنان, فأخفوا نسبهم وامتزجوا مع سكان كل المناطق التي نزلوا فيها, ومع مرور الأيام والعصور وتأقلمهم الجديد, فقدت أجيالهم المتعاقبة إدراك حقيقة أصولها, من دون أن تفقد المزايا الخلقية, وخصوصية التعاطي مع الأحكام, وغيرها من الخصوصيات السامية التي يتمتع بها أبناء السلالة الهاشمية في اماكن تواجدهم...
واللبنانيون عندما يدركون أنهم, رغم تعددهم المذهبي, مرتبطون برابطة الدم, لا بد أنهم سيبذلون التفرقة, وسيفتحون صدورهم لبعضهم البعض... فإن لبنان النموذج ليس مجرد مقولة نتغنى بها في المناسبات, انما هو حقيقة واقعية معيوشة منذ القديم في المجتمع اللبناني, يشد أواصرها رابط الأصل والنسب الشريف, ويضمن استمرارها ونموها تعميم معرفة ذلك الأصل والتأكيد على صحته...
هاشم العجمي المتوفي سنة 1534 للميلاد وأخاه برو هما أبناء حماد بن صبح بن الأمير جمّاز بن الأمير هبة الله بن الأمير جماز بن الأمير أبو عامر منصور بن الأمير جماز بن شيحة بن هاشم بن قاسم بن المهنا بن الحسين بن المهنا حمزة بن داود بن القاسم بن عبد الله بن طاهر بن يحي بن الحسن بن جعفر بن عبيد الله الأعرج بن الحسين بن زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب...
"هاشم" هو اسم مشترك بين المسلمين الشيعة في الغبيري ودير سريان وتبنين وصريفا وحاروف والزرارية وأنصار وحبوش وعرب صاليم وبدنايل والبازورية والكنيسة وإيعات وأفقا والمغيرة والمروانية ورب ثلاثين ورشكنانية وزوطر الغربية والبابلية وطورزيا وبرج رحال واللويزة وكفور النبطية وكوثرية السياد والنميرية وميفدون, والمسلمين السنة في شبعا وبعلول والقرعون ولالا وجديتا, والمسيحيين المشايخ في العاقورة والدامور والدبية وكفرحتنا والقليعة ومرجعيون والمحيدثة وزحلة وبطلون ورشميا وزوق مصبح وغوسطا وجل الديب وغيرها...
المسيحيون من آل هاشم هم أسرة مشايخ تتحدر من سلالة الصحابي هاشم بن عتبة الذي فتح جلولاء يوم اليرموك وشهد القادسية, وتشيع في مسألة الخلافة بعدئذ لعلي, وأقام في فارس, ونزح وذريته الى لبنان شخص يحمل اسمه فتنصر فيه, وأقام في بلدة العاقورة, ولقب بهاشم العجمي لمجيئه من بلاد العجم...
وهكذا تكون العاقورة منشأ الأسرة الأول الذي تفرعت فيه الى عدة أفخاذ, منها فخذ أبي طراد, وفخذ رعد, وفخذ ابي نصر ضاهر, وأشهر من برز منهم قديما هناك جد الأسرة الأول هاشم الملقب بالعجمي, والذي كانت له ولاية جبيل سنة 1532, والشيخ بروا لهاشم, وأبو مقصود ناصيف الهاشم, والمشايخ رعد وأيوب وفضول, وأبناء أيوب الشيخ هاشم وضاهر المعاصران للأمير فخر الدين, والشيخ هاشم الثاني جد فرعي أبي طراد وأبي ضاهر ديب, وولده الشيخ ناصيف, ونجم منصور الهاشم, وبركات فضول الهاشم جد الأسرة في كوكبا وغيرها... وفياض بن رعد بن أيوب الهاشم جد الأسرة في جاج وكفرحتنا, ونخلة بن ناصيف بن طراد بن هاشم الثاني جد آل هاشم في حالات, ونخلة بن سعيد بن غوث بن هاشم العجمي جد الأسرة في الباروك, وناصيف بن فيصل بن طراد بن هاشم العجمي جد الأسرة في حاصبيا والمريجات, وغصوب بن غطاس بن يوسف بن هاشم جد الأسرة في المتنين الجنوبي والشمالي... وممن عرف منهم في العاقورةحديثا الزعيم المتقاعد رعد الهاشم, وعزيز الهاشم مؤسس ورئيس حزب الاستقلال الجمهوري, والمونسنيور لويس الهاشم مؤلف كتاب تاريخ العاقورة, والطبيب خطار الهاشم, والمهندس لويس أديب الهاشم, والمحاميان صلاح رعد الهاشم, وعزيز وديع الهاشم...
وأتت على آل الهاشم بعدئذ أحداث وقعت بينهم وبين آل ابي الغيث أدت إلى تشتتهم في معظم أنحاء لبنان وتفرعهم إلى فروع عديدة...
هذا وقد تفرع عن عائلة آل هاشم عائلات كثيرة عرفت بأسماء أخرى وهي من أصول هاشمية, عرف منها: بيت نخلة في الباروك, وبيت القهوجي في بعذران وتبنين, والقلعاني في كوكبا, وبركات في رميش, وبو عماد في الكفير, وعساف في كفروا, وشديد في خربة قنافار, وأبو ناصيف ونصار في وادي الست ودير القمر والكحلونية وحدث بيروت والشياح والمختارة وبعبدا, وأبو طايع في المعمرية, والعاقوري في جزين وروم وحيداب وعين زحلتا وبيروت, ولحد وغيث في الغسانية, ورموز في انطلياس, وغصوب في الفريكة, وطوبيا وغصوب وفياض وماضي وشيبان وملكون وسلوان في بيت شباب والفنار والزاهرية, والحاج ورعد في الشبانية, وعواد في ترتج, وغصوب في قرنة شهوان, وشديد في سلعاتا ومراح شديد, وسرور وقيامة وملكي وقربانة وسعد ومخلوف ومنصف وأبو عكر في بعبدات ومنصف وما جاورهما من القرى, وعماد في القبيات وعندقت ودير نبوح وبينو, والعاقوري في إهدن, وفضول في بريسات الديمان, والغمرا في رأس كيفا, والشدياق والشماس في بشعلة, وبركات في قبرص...
رئيس الجامعة الهاشمية وفروعها في لبنان المحامي حبيب الهاشم, حدثنا مطولا عن السلالة الهاشمية في لبنان ومما قال: "أن نتحدر من سلالة شريفة, أو أن ننتمي الى تاريخ عريق, فهذا عبء على كاهل الشرفاء, وذخر واف للسعي قدما نحو انسان أفضل محب لأهله ووطنه وأمته...
فمن أجل السلالة والتاريخ, كانت الجامعة الهاشمية تحمل على منكبيها رسالة العيش المشترك وتنمية وتجسيد التلاقي الحضاري بين العائلات الروحية في إطار الإنسان والمجتمع...
فجسدت في لبنان حالة وطنية مشعة ومميزة, وعنصر وفاق داعم لصيغته, وشكلت في دنيا العرب حافزا لجمع الشمل والوحدة والتكامل ونشر السلام في الأقطار كافة انطلاقا من ثوابت ارتضيناها عهدا علينا على مر العصور... ".