سكنت عائلة الاشقر قــديــمــا فــي بــيــت شباب حيث اتــحــدت مــع اهلها فــبــنــت فــيــهــا الــبــيــوت الفاخرة، وتوزعت منها الى العديد من القرى المتنية واللبنانية، وبرز منها عبر تاريخها نخبة من الأعلام التي كــان لها بصماتها على اكثر من صعيد.
اســتــنــادا الـــى كــتــاب انطوان بيطار، “بيت شباب اضواﺀ على التاريخ” في جزئه الاول، فان عائلة الاشقر نشأت في مدينة، الشقراﺀ من مدن حوران، ثم نزحت الى بيت ملات من بلاد عكار، وبعد ان تكاثر الاراطقة حولها، جاﺀت الى العاقورة فاستوطنتها، ونمت فيها نموا باهرا. ولما تكاثرت نوائب الــقــرن الــســادس عشر انضم بنو الاشقر الى حكام العاقورة.
في العام 1532 هاجم الامير منصور بن سيفا العاقورة اذ نهبها واحرقها، فنزح اهلها الى اماكن عــديــدة، فقصد آل الاشــقــر قرية يــانــوح، التي غــادروهــا فــي العام 1638 الى بيت شباب، فوجدوا فيها مناخا طيبا ومياها عذبة واهلها كبار النفوس ويتمتعون بالاخلاق الراقية والتقدم في كافة الصناعات، فقرروا الاقامة فيها واتخذوها موطنا لهم كما يذكر الاب عبد المسيح الاشقر في كتابه “تاريخ الاسرة الاشقرية”.
وفــي بيت شباب شيدت العائلة معبدا باسم القديس انطونيوس الكبير ودارا صــغــيــرة يسكنها العابدون والعابدات، وهذا الدير نفسه اليوم الذي يعرف بدير مار انطونيوس النبع.
نزح قسم من هذه العائلة الى جبة المنيطرة والى قرطبا، وعرف نسلهم بعائلة كــرم، وفي بيروت عرفوا ببني عرب، ويذكر ان سعد الاشقر الذي نزح من العاقورة الى بيت شباب، انتشرت سلالته في ما بعد الى كل من مزرعة يشوع، ديــك المحدي، بيت الككو، عين عــار، برمانا، بمريم، نابيه، رومية المتن، زحــلــة، الشياح، الناصرة، خيام مرجعيون، الصالحية، رشميا، دير القمر، سرعين، رميش، تدمر، معلقة زحلة ومرجبا. ويقول الدكتور بيطار بان “الذين في زحلة عرفوا ببيت الخياط، ونــزح بعضهم الى حدث بيروت وعرفوا ببيت الزحلاوي، والــذيــن في سرعين عرفوا ببيت ابــي مــوســى، والــذيــن فــي رميش لقبوا ببيت الحاج، وبعضهم ببيت ابــي جــدعــون، والــذيــن نــزحــوا عن بيت الككو الى رشميا ودير القمر، عرفوا ببيت الكك، والذين في عين عــار، عرفوا ببيت الاشقر وشقير.
اما الذين في دمشق فلقبوا ببيت البرصة، وتفرقوا في انحاﺀ سورية متخيرين مدنها وقراها الآمنة. من هؤلاﺀ النازحين رجل يدعى ابراهيم لجأ الى غوطة دمشق ودعي فيها ابراهيم الاشقر نسبة الــى شقرا الموطن الــذي نشأ فيه، غير ان ابناﺀه ما لبثوا ان غــادروا الغوطة بعد موت ابيهم الى شمال عكار، الى قرية بيت ملات وسكنوا فيها”.
واما الذين في رومية المتن فعرفوا ببيت الخوري، وقدم الى بيت شباب افـــراد مــن ديــر شمرا وابــي ميزان فقطنوها، وانتموا الى هذه الاسرة، ومنها القس جرجس رئيس دير مار انطونيوس النبع الذي شهد المجمع اللبناني الذي عقد في اللويزة العام 1736 ووقّــع اسمه فيه. حسب ما يورد الاب الاشقر كذلك.
من ابرز مشاهير العائلة التي ذكرهم د. بيطار ووردوا في كتاب الاب الاشقر، الاب عمانوئيل الاشقر الشبابي الذي ترأس على دير مار سركيس وباخوس في قرطبا وعلى دير مار انطونيوس قزحيا. والذي انتخب مــدبــرا ثــم انتخب رئيسا عاما للرهبانية اللبنانية مدة ثلاث سنوات ابتداﺀ من العام 1838. وفي عهده تم انشاﺀ اديار عدة ووضع روزنامات جديدة لها لتنفيذ، البناﺀ وبرئاسته انتهى بناﺀ كنيسة دير عنايا، وبناﺀ مدرسة في الشبانية.
وفي عهد رئاسته نهب العسكر المصري دير مار انطونيوس النبع في بيت شباب في العام 1840 وقــتــل راهــبــيــن هما الاخ الياس الــشــبــابــي والاب عــبــد الاحــــد. ثم انتخب رئيسا عاما مرة اخــرى، ثم عين رئيسا لدير مار انطونيوس النبع حتى وفاته. كما وترأس القس اسرابيون على عدة اديار، وانتخب رئيسا عاما للرهبانية الحلبية، واقتنى املاكا لدير مار نوهرا بيت شباب وكان مثالا للتدين.
بــرز مــن هــذه العائلة العديد من الاسماﺀ والشخصيات ومنهم اميل حبشي الاشقر صاحب مجلتي النتيجة والليالي وتأسست الاولــى سنة 1912 والثانية سنة، 1929 وله العديد من المؤلفات منها “جهاد لبنان واستشهاده، بلقيس ملكة اليمن، لقاﺀ المحبين، فاجعة كربلاﺀ”… يوسف حــبــشــي الاشــقــر لــه الــعــديــد من المؤلفات والــبــرامــج التلفزيونية منها “الضيعة بالف خير”، الاب عبد المسيح الاشــقــر الــذي تزخر مكتبته با لكثير مــن ا لمؤ لفا ت الادبــيــة والتاريخية والفلسفية، ميشال فــضــول الاشقر المدير المسؤول لتحرير “جريدة” الصفاﺀ التي تأسست سنة 1952 ثم مجلة “الاجــيــال” ل ميشال الاشقر وجــورج مصروعه، السفير والشاعر والاديــب انطوان جبر، المحامي جــورج جبر صاحب “الــدراســات القانونية”، الشاعر الزجلي فارس جبر والياس الفران، و بطرس ديب الاستاذ السابق في جامعة القديس يوسف، وبلغ مركز الصدارة في الوظائف الحكومية الرفيعة فــي الــدولــة، فعين مــديــرا عاما، للانباﺀ مديرا عاما لرئاسة الجمهورية، رئيسا للجامعة اللبنانية، سفيرا للبنان فــي فرنسا والفاتيكان وغيرها، المهندس الــزراعــي ادوار غالب صاحب مجلة زراعية “المحراث” التي تأسست سنة 1929. وبــرز كذلك الكاتب السياسي والمؤرخ اسد الاشقر، وكذلك ابنته الفنانة نضال الاشقر.
المرجع: كتاب بيت شباب اضواﺀ على التاريخ في جزئه الاول ل انطوان البيطار.
تعقيبا على ما جاﺀ الاحد الماضي في تحقيق “عائلة غريزي… سجلّ من التضحيات”، وردنا من السيد رفيق غريزي توضيح تناول علاقة آل غريزي بالاقطاع. معتبرا ان الاقطاع ليس ظاهرة نتغنّى فيها وليس حالة نستعيدها فخرا. ويضيف “ذكر انّ عائلة غريزي شاركت في كل المعارك والحملات والمواجهات العسكرية تحت لواﺀ آل عبد الملك في حينه. ولي على هذا الكلام بعض الملاحظات، فلماذا تم ذكر هذه الواقعة بالذات، ولم يؤتَ على ذكر واقعة انتفاضة عائلة غريزي بوجه الاقطاع ورفضهم البقاﺀ تحت امرة آل عبد الملك؟ ويسجﱢل التاريخ لنسيب ملحم غريزي مواقفه الشجاعة في وجه الاقطاع آنذاك؟ . ونحن نفتخر بجميع المراحل البطولية التي وقفت فيها العائلة واشتدّ ساعدها ليرفعوا عن نفسهم الأخطار المحدقة والحالة المظلومية التي لازمتهم طوال التاريخ. واليوم العائلة هي مضرب مثل في النضال وفي التحدي وفي اتخاذ المواقف المصيرية. لذلك كان من الأفضل أن يذكر انّ من مواقفها الشجاعة انّها وقفت بوجه الاقطاع وليس الى جانب الاقطاع.