1566
عنوان الكتاب: الكويت والزلفي هجرات وعلاقات وأسر .
المؤلف: حمد بن عبد المحسن الحمد .
عدد الأجزاء 2
صورة الغلاف
رابط التحميل
الكويت والزلفي أو الكويت والزلفي 2/1
يضيء الكاتب “حمد بن عبد المحسن الحمد” من الكويت في كتابه “الكويت والزلفي هجرات وعلاقات وأسر” على تاريخ دولة الكويت منذ النشأة في القرن السابع عشر، حيث توافدت مجموعة من الأسر والقبائل قادمة من نجد وأنشأت مدينة الكويت، ويعرض الكاتب لتاريخها ولرجالاتها الكبار وكل من ساهم في بناء الدولة وحضارتها منذ نشأتها إلى يومنا هذا. وأجمل ما نقل لنا هو قول حاكم الكويت الشيخ صباح الثاني المتوفى عام 1866م نقلاً عن والده الشيخ جابر بن صباح قائلاً: “حينما بلغ والدي مائة وعشرين عاماً من عمره دعاني وقال: “سوف أموت قريباً وأنا لم أجمع ثروة، ولهذا لن أترك لك مالاً، ولكنني كوّنت العديد من الأصدقاء المخلصين، فاحرص عليهم واعلم أنه في الوقت الذي سقطت خلاله دول أخرى من الخليج بسبب فقدان العدالة أو سوء الحكم، فإن حكمي استمر، ودولتي تزايدت، فتمسك بسياستي”. هذا إن دلّ على شيء، فإنما يدل على أن في الكويت رجالات عظام، نجحوا بمقدار ما عرفوا أن السياسة الرصينة والعادلة هي التي تقوي الدول وتأتي بنتائجها الإيجابية على شعبها. من هنا دأب الباحث حمد بن عبد المحسن الحمد في كتابه هذا على التركيز على تاريخ الكويت حيث يقول: “أرسم في كتابي هذا ملامح رجال عبروا الصحارى لأجل مستقبل أفضل في ظروف صعبة لم يُغفلها الرواة ولا المدونات التاريخية، وبالتأكيد لا نعرض هنا لعلاقات بين دول وكيانات سياسية، إنما نسلط الأضواء على علاقات إنسانية بين مدينة الزلفي، القابعة في وسط نجد، وبين الكويت المطلة على البحر ورمال شواطئ حارقة، شكّلت انطلاقة لأولئك الرجال نحو عوالم جديدة بحثاً عن مصادر الرزق”. كتاب ممتع، ومادة غنية لتاريخ الكويت أرضاً وشعباً، فجميل أن يتعرف كل إنسان منا على بلده وتاريخه وحضارته، بدل الهرولة نحو ثقافة الغرب وأن يتعلم الإنسان العربي من خلال قراءته لهذه الكتب أننا أصحاب حضارة وقيم لا تستطيع صنعها أكثر بلدان العالم تقدماً.
والجزء الثاني من كتاب(الكويت والزلفي)هذه المرة جاء تحت عنوان "روايات ووثائق وذاكرة زمن". وفي هذا العمل يرسم الكاتب الكويتي "حمد عبد المحسن الحمد" صورة لمجتمعات الجزيرة العربية والخليج العربي قبل قرن من الزمن، يسجل رحلة الآباء والأجداد من أسر شتى، من نجد والكويت. ما يميز العمل أنه يسلط الضوء على علاقات إنسانية تشكل جزءاً من تاريخ نجد والكويت. ويكشف عن ترابطها ووحدتها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. ويسطر كل ما كتب وروي عنه. هم رجال عبروا الصحارى وجابوا البحار متحدين صعاب الحياة لأجل مستقبل أفضل؛ حتى وصلوا إلى سواحل الهند والخليج وشرق أفريقيا بحثاً عن مصادر رزق شريف. يتحدث الكتاب عن التاريخ المحلي لهذه المجتمعات وعن أسر معينة في حراكها اليومي نذكر منها: أسرة الزين (عبد الرحمن بن زين بالزلفي)، أسرة عثمان بن حمد بن راشد الحميدي، أسرة المهنا والهجرة للكويت، علي الحمد ودروب التجارة، ترحال العم خالد العبد اللطيف الحمد من الزبير إلى الكويت، آل الشايع، حكاية سليمان بن أحمد الحمد من الزلفي، أخبار القندي، حمد الأقعس الشاووش، قدوم أبناء محيسن الشهوان (الولاليتي)، عبد الرحمن المنيفي، عبد الله الصالح الحمد، آل سبت، العامر في الكويت، عبد الرزاق الطوالة، سليمان العساكر، فاطمة الحلافي وحكاية قدومها للكويت، رواية بن مخيطر، المهنا والسهيل والهجرة الأولى والثانية، الملا سليمان الحنيني، الملا سعود العقالة، عبد العزيز الحمد، أحمد الزنيدي. يلي ذلك فصل خاص يتضمن وثائق لها أهمية تاريخية، يسجل الكاتب من خلالها العلاقات الوثيقة بين نجد والمراكز الأخرى في الجزيرة العربية، يتبعها بفصل خاص عن أهالي الزلفي ودورهم في نقل الحجاج وهي دراسة قيمة قدمها عبد العزيز الفرهود ويحكي فيها ترحال أهل الفرهود وطلبهم للرزق وعلاقتهم مع الكويت. ولا ينسى الكاتب أن يضمن كتابه بعضاً من أشعار الكويتيين ومنهم الشاعر محمد بن خراب والشاعر موضي العبيدي، والشاعرة مزنة العبد العزيز وغيرهم كثير. ويختتم الكتاب بوثائق وصور حية تُعبر عن ذلك الزمن الجميل...
*
شكرا على الاشادة بكتابي الكويت والزلفي وما صدر عنا ما هو الا اجتهاد وشكرا للقائمين على هذا الموقع
ردحذف